ترك كلية الحقوق وعمل مخرجًا وعلّم اللغة العربية لمذيعيين جزائريين وحصل على الدكتوراه من فرنسا و”رأفت الهجان” أبرز أعماله.. معلومات عن عادل هاشم
ترك كلية الحقوق وعمل مخرجًا وعلّم اللغة العربية لمذيعيين جزائريين وحصل على الدكتوراه من فرنسا و”رأفت الهجان” أبرز أعماله.. معلومات عن عادل هاشم
فن بوست – فريق التحرير
فنان موهوب ذو مكانة كبيرة في مصر وخارجها، فقد ساهم في تعليم اللغة العربية في الجزائر وفرنسا، وبدأ حياته الفنية مخرجًا مسرحيًا، واشتهر دراميًّا بدوره في مسلسل (رأفت الهجان).
إنه الفنان الراحل عادل هاشم، الذي أحبّ الفن منذ طفولته، عرف بصوته الرخيم القوي، وإجادته للغة العربية نتيجة لنشأته داخل أسرة مثقّفة لعبت دورًا في مشواره وحياته المهنية بشكل كبير.
وفي هذا المقال، سيذكر موقع “فن بوست” أبرز المعلومات عن الفنان الراحل عادل هاشم وأهم المواقف والمحطات التي مرّ بها في حياته الفنية والخاصة، وفقًا لتصريحاته في حوارات ولقاءات سابقة.
عادل هاشم
اسمه بالكامل “عادل محمد هاشم”، واشتهر فنيًّا باسم “عادل هاشم”، هو ممثل مصري ولد في 7 أكتوبر 1939 بحي السيدة زينب وبالتحديد في شارع الناصرية بالقاهرة ورحل في 16 مارس 2021.
وظلّ الراحل عادل هاشم ساكنًا بحي السيدة زينب لمدة 13 سنة، حيث التحق بمدرسة الملك الناصر الابتدائية، ثم انتقل برفقة أسرته إلى محافظة الجيزة يلتحث بالمدرسة السعيدية الثانوية.
وبعد أن حصل عادل هاشم على شهادة الثانوية العامة، التحق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، تلبية لرغبة والده، ولكنّه لم يكمّل دراسته فيها حيث تركها، والتحق بمعهد الخدمة الاجتماعية وتخرّج في عام 1962.
أما عن حياته الخاصة، التي كان يحرص على إبعادها عن الأضواء، فقد تزوّج عادل هاشم من ابنة خاله، وأنجب منها 3 أولاد، ولدان وبنت.
الأسرة هي السر.. عادل هاشم وسر إجادته للفصحى
تمّيز الفنان عادل هاشم، بصوته الرخيم، وإجادته للغة العربية بطلاقة، حيث كان لهذه المميّزات دورًا كبيرًا في مشواره الفني وحياته المهنيّة أيضًا فقد علّم الغة العربية للعديد من المذيعين بفرنسا والجزائر.
وعن سر إتقانه للفصحى، أكّد الفنان الراحل عادل هاشم، في حوار صحفي عام 2002 مع جريدة “البيان” الإماراتية، إن البيئة التي نشأ فيها هي السر.
فقد تربى عادل هاشم داخل أسرة مثقّفة، فوالدته من محافظة الدقهلية، وكانت حاصلة على شهادة الإبتدائية فقط ولكنّها كانت بليغة في اللغة العربية، أما والده من الصعيد وبالتحديد من مدينة أخميم بمحافظة سوهاج.
والتحق والده بالمعهد الديني في سوهاج، ولحبّه في الموسيقى ترك المعهد الديني وسافر إلى القاهرة كي يلتحق بالمعهد العالي للموسيقى، وعمل مفتشًا بالرقابة على المصنفات الفنية بقسم المسرح والأغاني.
وقال هاشم في حواره: “كان والدي شاعرًا وزجالًا يجيد الحديث بالفصحى، وكذا والدتي مما شجعني على الاهتمام باللغة، بجانب ما تعلّمته في الابتدائية والثانوية وقبل كل ذكل القرآن الكريم فهو الأساسي في اللغة”.
من الحقوق إلى الخدمة الاجتماعية.. مسيرة عادل هاشم التعليمية
ما لا يعرفه الكثيرون، أنّ عادل هاشم، التحق بكلية الحقوق، ليلبي رغبة والده، الذي رفض أن يدرس نجله التمثيل، رغم أنّه درس الموسيقى وعمل مفتشًا بالرقابة على المصنفات الفنية بقسم المسرح والأغاني.
فقرر عادل هاشم أن ينفّذ رغبة والده وفعلًا التحق بجامعة عين شمس حيث درس بكلية الحقوق، وفي عامه الثاني لم يرغب في استكمال دراسته للقانون ونتيجة لانضمامه بفريق التمثيل رسب مرتين مما أدى لفصله.
وبعد أن تم فصله من الحقوق، قرر عادل هاشم أن يلتحق بمعهد الخدمة الاجتماعية، وذلك لأنه كان من هواة علم الاجتماع، وبالفعل درس بالمعهد لمدة 4 سنوات وتخرّج في عام 1962.
وقال عادل هاشم في حوارات صحفية ولقاءات تليفزيونية عن تعليمه الجامعي: “والدي لم يوافق على الحاقي بمعهد الفنون المسرحية، وطلب مني الالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس”.
وتابع هاشم: “وبالفعل التحقت إلا أنني بعد مرور عامين في كلية الحقوق لم تستهويني دراسة القانون، خاصّة مع انشغالي بفريق التمثيل بالكلية فرسبت لمدة عامين وبالتالي تم فصلي”.
واستكمل الفنان الراحل: “وأنا كنت من هواة علم الاجتماع، فاتقدّمت بعدها في السنة التالية إلى معهد الخدمة الاجتماعية وتم قبولي بالمعهد وتخرّجت عام 1962”.
منذ الطفولة.. عادل هاشم وحبّ المسرح والإذاعة
كان لنشأته داخل تلك الأسرة المثقّفة والمهتمّة بالفن، دورًا كبيرًا في نمو حب الفن بداخله منذ أن كان طفلًا بالسابعة، فقد ساهم والده في هذا الأمر دون أن يدرك تمامًا.
فأحبّ الإذاعة من خلال راديو الجيران، وبعد أن التحق بالمدرسة الابتدائية قرر صعود خشبة المسرح المدرسي وتولى مسؤولية الإذاعة المدرسية، حتى خلال دراسته بالمرحلة الثانوية العامة.
وقال عادل هاشم في حوار قديم، عن بداية حبه للفن: “البداية كانت بسبب والدي الذي أوجد داخلي حب المسرح دون أن يدري، فقد كان يعمل مفتشا بالرقابة على المصنفات الفنية بقسم المسرح والأغاني”.
وتابع هاشم: “فكان يصطحبني معه وأنا طفل صغير إلى المسرح القومي لمشاهدة البروفات والعروض فأحببت هذا العالم المثير”.
واستكمل: “وبدأت أدخل إليه من خلال المسرح المدرسي عندما كنت تلميذًا بمدرسة الملك الناصر الابتدائية بحي السيدة زينب واستمر نشاطي المسرحي كممثل ومخرج حتى انتهاء الدراسة بمدرسة السعيدية الثانوية”.
وعن حبّه للإذاعة، قال عادل هاشم: “كان لدى أمي ماكينة خياطة يدوية، فكان أنا شاغل بالي ازاي المذيعين يدخلوا في هذا الجهاز الصغير، وأنا عمري 6 سنين أو 7 سنين”.
وتابع هاشم: “كنت باخد غطاء الماكينة واقعد على السلم قدام الشقة واعمل برنامج إذاعي من أول القرآن الكريم لغاية نشرات الأخبار والأغاني إلى أن دخلت المدرسة السعيدية وتوليت مسؤولية الإذاعة المدرسية”.
من المسرح القومي.. عادل هاشم ممثلًا ومخرجًا
بعد أن تخرّج عادل هاشم في معهد الخدمة الاجتماعية عام 1962، ولعدم قدرته على دراسة التمثيل بمعهد الفنون المسرحية نتيجة لرفض والده، قرر أن يمارس التمثيل من خلال المسرح القومي.
فكان عام 1962 وش السعد على عادل هاشم، حيث طُلب ممثلين من خريجي الجامعات، فتقدّم وخضع لامتحان أمام لجنة من كبار المسرح، وكان واحدًا ممن قبلوا بالمسرح وتم تعيينه.
وتحدّث عادل هاشم عن التحاقه بالمسرح القومي، بقوله: “في عام 1962 كان من حسن حظي أن المسرح القومي عمل إعلان يطلب فيه ممثلين من غير خريجي معهد الفنون المسرحية”.
وتابع: “من خريجي الجامعات عمومًا، فاتقدمت ودخلت الامتحان وكانت لجنة هائلة من كبار رجال المسرح سواء مصريين أو أجانب، وتم قبولي وتعييني بمكافأة شاملة 12 جنيهًا”.
واستكمل: “وبعد التحاقي بالمسرح القومي جسدت مجموعة من الأدوار في عروض مسرحية ضخمة، وخلال هذه الفترة كانت عيني على الإخراج فعملت مساعدًا لكبار المخرجين بالمسرح القومي”.
وواصل: “وكانت أول تجاربي في الإخراج مسرحية من فصل واحد اسمها (الأنس) التي اكتشفت فيها الفنان محمود ياسين، بعدها واستمر عملي كمخرج بالقومي حتى عام 1970”.
ورغم أنّه ممثلًا ومخرجًا مسرحيًّا، إلا أنّه نجح في الظهور بالسينما وعلى شاشة التليفزيون بشكل خاص، حيث شارك في أعمال درامية عديدة، ولعل أبرز أدواره كان رئيس المخابرات في مسلسل “رأفت الهجان”.
13 عامًا بين الجزائر وفرنسا.. محطات مهمّة في حياة عادل هاشم
وبعد هزيمة مصر في 1967، ورحيل والدته في 1968، وفي أثناء عمله كمخرج مسرحي بالمسرح القومي، مرّ الراحل عادل هاشم بنوبة اكتئاب وفترات ممتلئة بالتعاسة حتى قرر السفر خارج مصر.
وبالفعل، سافر عادل هاشم إلى الجزائر بعدما رشّحه الفنان الراحل كرم مطاوع ليعمل أستاذًا بمعهد التمثيل هناك، ثم تم تكليفه من قبل وزارة الثقافة الجزائرية للعمل على تعليم المذيعين للغة العربية.
وقال عادل هاشم عن الفترة التي قضاها في الجزائر والتي وصلت إلى عامين فقط: “في أسباب من شأنها إن أنا سافرت إلى الجزائر، فقد أصيبت بخيبة أمل عندما انهزمت مصر 1967”.
وتابع هاشم: “وأيضًا فقداني لوالدتي عام 1968، فكانت صدمتين في الحقيقة كافيين لأصاب بدرجة كبيرة جدًّا من درجات التعاسة”.
وواصلت هاشم: “في الوقت ده رشحني المرحوم كرم مطاوع إن أنا أذهب إلى الجزائر لأعمل أستاذًا في معهد التمثيل حيث كان يشغل هو هذا المنصب ولكنّه عاد إلى مصر ليخرج مسرحية”.
وفي حوارٍ قديم، قال عن سفره للجزائر: “كُلفت من وزارة الثقافة بالجزائر بالعمل كأستاذ في معهد التمثيل ومخرج بالتلفزيون والاذاعة”.
وتابع: “وكان الهدف الأساسي هو الاسهام في تعريب اللغة هناك في إطار خطة الرئيس الجزائري في تلك الفترة هواري بو مدين، وبالفعل دربت كل مذيعي ومذيعات التلفزيون لعامين بجانب عملي بمعهد التمثيل”.
أما عن سفره إلى فرنسا حيث تحقيق حلم الطفولة، قال عادل هاشم: “وبعد انتهاء بعثتي بالجزائر وحزمت حقائبي وسافرت الى باريس لتحقيق حلم الطفولة وقضيت هناك 10 سنوات”.
واستكمل: “حصلت على الدكتوراه من باريس في علم الاجتماع المسرحي، ودرست اللغة الفرنسية، وخلال هذه الفترة عملت مذيعًا في الإذاعة الفرنسية في القسم العربي وفي إذاعة مونت كارلو في القسم العربي”.
وواصل: “إلى جانب الاشراف على البرامج العربية في إذاعة باريس العربية ومونت كارلو، عملت أيضًا بالمعهد القومي للوسائل السمعية والبصرية وهو من أكبر المعاهد في فرنسا”.
واختتم الفنان الراحل عادل هاشم: “فكنت المسئول عن تدريب الفرنسيين وجميع المتدربين العرب على الأداء اللغوي الصحيح للغة العربية”.
