“سبّاخ الدجال” لم يتزوّج وعارضت أسرته عمله بالتمثيل ودرس الإخراج في لندن وأمريكا وتألق في فيلم “الرسالة”.. معلومات عن الفنان الراحل محمود السبّاع
“سبّاخ الدجال” لم يتزوّج وعارضت أسرته عمله بالتمثيل ودرس الإخراج في لندن وأمريكا وتألق في فيلم “الرسالة”.. معلومات عن الفنان الراحل محمود السبّاع
فن بوست – فريق التحرير
هو “سبّاخ الدجال” في (البيضة والحجر) و”ابن سلول” في (الرسالة) و”عطوة” في (حسن ونعيمة)، قدّم أدوار الشر باحترافية كبيرة، وساعدته ملامحه في ذلك.
إنه الفنان الراحل محمود السبّاع، الذي أحبّ الفن منذ صغره، ورغم معارضة الأهل إلا أنّه بإصراره تخطى كل شيء وسعى وراء حلمه، حتى أنّه بعد دراسته للتمثيل في مصر درس الإخراج في لندن وأمريكا.
كثير منا لا يعرف عنه شيء، ولكن لن ننسى “سبّاخ الدجال” أو “ابن سلول”، لذا في هذا المقال سيذكر موقع “فن بوست” أبرز المعلومات المتاحة عن الفنان الراحل محمود السبّاع عن حياته الخاصة والفنية.
هو ممثل ومخرج وكاتب سيناريو مصري، ولد في 24 يناير 1911، وتوفي في 27 فبراير 1989، درس بمعهد التمثيل بالقاهرة وسافر إلى لندن ليدرس الإخراج المسرحي ولأمريكا ليدرس الإخراج التليفزيوني.
ذكرت بعض المواقع الصحفية، أنّ محمود السبّاع ولد بمدينة كردفان بالسودان ثُم جاء مع أسرته إلى مصر، ليستقر بحى حلمية الزيتون بالقاهرة، ولكن غير متاح معلومات مؤكدة بشأن هذا الأمر.
وما لا يعرفه الكثيرون، أنّ الراحل محمود السبّاع لم يتزوّج طوال حياته، فقد كشف في لقاء تليفزيوني قديم ببرنامج “صفحات من حياتي”، مع الإعلامية “فريال صالح”، عن سبب عزوفه عن الزواج.
وقال السبّاع حينها عن سر عدم زواجه: “مافيش سبب جوهري ولا رفض ولا أنا قاصد ولا حاجة، إنما ما جاش على بالي أبدًا فكرة الزواج، مافكّرتش ودي حاجة مضايقاني لإني مفتقد إن يكون عندي أولاد”.
رغم رفض الأسرة.. محمود السبّاع يدرس التمثيل
أحبّ الفنان الراحل محمود السبّاع الفن منذ طفولته، فكان يتردد على المسارح ليشاهد العروض المسرحية التي يتم عرضها، كما كان حريصًا على تأسيس فرقة تمثيل في كل مدرسة يلتحق بها.
ومن العقبات التي تعرّض لها محمود السبّاع وهو طفل، رفض أسرته لحبّه للفن إلا أنّه بإصراره استطاع أن يتخطّى هذه العقبة، ويدرس التمثيل والإخراج في مصر وخارجها.
وفي حوار تليفزيوني قديم، تحدّث محمود السبّاع عن حبه للفن ومعارضة أسرته لذلك، بقوله: “وأنا صغير كنت بحب أحضر مسرحيات لأستاذ علي الكسار ونجيب الريحاني”.
وتابع السبّاع: “حبيت المسرح جدًا وحسيت إني عايز أعمل حاجة على المسرح، وكان فيه معارضة شديدة من الأهل لإني كنت لسه تلميذ لإن كان والدي ضابط بالجيش وكل الأهل مافيهمش حد يمتّ للفن بصلة”.
وواصل السبّاع: “كان الأستاذ يوسف وهبي سنة 1923 بدأ المسرح بتاعه اللي هو (مسرح رمسيس) وكان كل أسبوع يعمل مسرحية فكنت لازم أروح اتفرج”.
واستكمل الفنان الراحل: “ولما دخلت ثانوي عملت فرقة مسرحية اسمها “آمون”، كنت كل ما أدخل مدرسة أعملهم فرقة تمثيل لغاية لما فتحوا المعهد كان سنة 1930”.
وعن دراسته بمعهد التمثيل، قال محمود السبّاع: “دخلت المعهد وتخرجت فيه عام 1933 وكان معايا حسين صدقي في الدفعة وأحمد بدرخان وروحية خالد”.
في لندن وأمريكا.. محمود السبّاع يدرس الإخراج
بعد تخرّجه من معهد التمثيل وانضمامه إلى الفرقة القومية المصرية كممثل هاوي، تم إرساله ضمن فريق لبعثة خارج مصر وبالتحديد في بريطانيا ليدرس الإخراج المسرحي.
وبالفعل درس الفنان الراحل محمود السبّاع الإخراج المسرحي في لندن، ثم عاد إلى مصر وعمل مخرجًا مسرحيًا وإذاعيًا لفترة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة وبالتحديد في بوسطن لدراسة الإخراج التليفزيوني.
وقال محمود السبّاع عن دراسته خارج مصر: “احترافي للفن كانت سنة 1933 أول ما اتخرجت من المعهد وسافرت لندن ودرست الإخراج المسرحي”.
وتابع السبّاع: “إحنا انضمينا للفرقة القومية كممثلين هواة وبعدين عملوا معهد تاني تابع لكلية الآداب دخلنا المعهد ده تاني وبعدين الفرقة بعتتنا بعثة، وسافرت لبوسطن ودرست الاخراج التليفزيوني لمدة 4 اشهر”.
كاتبًا ومخرجًا.. محمود السبّاع والمناصب
بعد أن انتهى محمود السبّاع من دراسته خارج مصر، عاد ليشغّل عدّة مناصب، فعمل مخرجًا إذاعيًا عام 1954، كما عين مديرًا للتمثيليات بالتليفزيون عام 1961.
كما عمل مُراقبًا للتمثيليات، وأصبح نائبًا للمستشار الفني للمسرح والمشرف على المسرح الكوميدي عام 1964، ثم مستشارًا فنيًا لإدارة المسرح عام 1965، ومشرفًا على فرقة الفنون الاستعراضية عام 1970.
وبجانب ذلك عمل محمود السبّاع بالإخراج سواء كان بالمسرح أو الإذاعة، فقد شارك في إخراج عدد كبير من الأعمال المسرحية والإذاعية.
كما نجح الفنان الراحل محمود السبّاع بجانب الإخراج والتمثيل، في أن يكتب سيناريو عدد من الأفلام، فكتب سيناريو 5 أفلام: “هدمت بيتي”، “غدر وعذاب”، “حكم قراقوش”، “المرأة”، “الشك القاتل”.
“سبّاخ الدخال” و”ابن سلول”.. أشهر أدوار محمود السبّاع
ساعدته ملامحه الغليظة وصوته القوي في تقديم أدوار “الشر” باحترافية كبيرة، جعلت المخرجون يحصروه في تلك الأدوار، فشارك في أعمال فنية سينمائية ودرامية تليفزيونية عديدة ترك فيها بصمة مميزة.
ورغم شهرته بتقديم هذه الأدوار، إلا أن محمود السبّاع كان قد كشف في حوار تليفزيوني قديم عن عدم حبه لها بقوله: “مابحبش أدوار الشر من طبيعتي بحب الأدوار الإنسانية لكن الفنان يقدر يعمل كل الادوار”.
وعلى شاشة السينما، ظهر الفنان الراحل محمود السبّاع بجانب أم كلثوم في فيلم (نشيد الأمل) ومن بعدها توالت أعماله الفنية سواء كتبها أو شارك بالتمثيل فيها.
ولعل من أشهر الأدوار التي قدّمها الفنان الراحل محمود السبّاع، وعرفه الجمهور بها كان دور “سبّاخ الدجال” في فيلم (البيضة والحجر) مع أحمد زكي.
وأيضًا دور المنافق “عبد الله ابن أبي ابن سلول”، في فيلم (الرسالة) وهو أحد سكان يثرب، الذي عرف عنه نفاقه، فهو من أشد المعادين للدين الإسلامي.