يعتبر فن الرواية ضمن الفنون الأدبية الحديثة التي دخلت البيئة العربية و يعد الأديب المصري محمد حسين هيكل هو أول من أدخل فن الرواية البيئة العربية وذلك عن طريق رواية زينب والتي كتبها دون أن يضع اسمه عليها خشية الرفض ، وقد حققت هذه الرواية نجاحات لم يتوقعها مؤلفاها و أخذ عن هذه الرواية فيلم سينمائي مصري صامت حمل نفس الاسم .نتعرف هنا على روايات عربية ترجمت الى لغات عالمية
1- الثلاثية
جاءت رواية الثلاثية على قمة تصنيف أفضل مئة رواية عربية وفقا لتصنيف اتحاد الكتاب العرب لأفضل مئة رواية عربية ، وحظيت هذه الرواية وقت صدورها باهتمام من كبار الكتاب والنقاد.
حيث أشاد بها طه حسين ووصفها بدقة الوصف كما أعجب بها لويس عوض وكتب مقال فيها بعنوان أين كنت .علاوة على أنها كانت من ضمن الأعمال التي رشح محفوظ لنوبل بسببها.
الرواية مقسمة الى ثلاثة أجزاء، هي:قصر الشوق، السكرية، بين قصرين”،
محور الرواية هي شخصية “السيد أحمد عبد الجواد ” وتتناول هذه الشخصية علاقة الاب مع أبنائه معتمدا على التحليل النفسي .
واعتمدت هذه الرواية على التحليل النفسي والاجتماعي للشخصيات في ضوء تغيرات الزمن فالرواية اتخذت الخط الزمني المستقيم.
حيث بداية تأسيس الأسرة مرورا بمرحلة النضج التي لحقت أبنائه وما تبعها من تغيرات ، حيث اتخذ محفوظ السرد الزمني كأداة لعرض التغيرات التي لحقت بكل شخصية وما تبعها من متناقضات .
وتعد هذه الرواية أولى روايات نجيب محفوظ المترجمة والتي حظيت بأسبقية الترجمة حيث الترجمة الأولى كانت للفرنسية ، وبعد حصول محفوظ على نوبل ترجمت إلى لغات عدة منها الإنجليزية على يد ويليام مينارد.
2- رواية ذاكرة الجسد
تتناول الرواية قصة شاب جزائري اسمه “خالد” فقد ذراعه الأيسر أبان الثورة الجزائرية ضد الاستعمار، ويظن خالد أن بلاده على وشك الخلاص من الاستعمار، حتى يكتشف الحقيقة و تشابك مصالح أبناء بلده مع الاستعمار.
يسافر خالد إلى فرنسا ليستقر بها بعد أن فقد الأمل، وهناك يلتقي بأبنة أحد أصدقائه ممن شاركوه الثورة ، ويقع خالد في حبها رغم فارق السن بينهم.
ويظن خالد بأنها تشاركه نفس مشاعر الحب حتى يكتشف أنها تزوجت من أحد الفاسدين ممن حالفوا المستعمر .
راوية ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي جاءت ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية أقرها اتحاد الكتاب العرب.
وقد حصدت رواية ذاكرة العديد من الجوائز منها جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 1998 كما حصلت على جائزة جورج طربية للثقافة والابداع عام 1999 وقد ترجمت الرواية لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية .
3- ثلاثية غرناطة
قيل عن الرواية أنها: “تجعل حقائق التاريخ تنتفض أمامنا حارة دافقة”، وقيل أيضًا: “اللغة في غرناطة هي الذاكرة
ومن هنا هذا الاحتفاء الكبير بجلال اللغة و رصانتها وإيقاعها وشاعريتها، ومن هنا هذا المعجم الواسع متعدد المقاصد في السرد والوصف معًا”
رواية ثلاثية غرناطة تعتبر من أهمّ وأشهر روايات الكاتبة المصرية رضوى عاشور، أدرجت الرواية ضمنَ قائمة أفضل مئة رواية عربية التي صدرَت من قبل اتحاد الكتاب العرب.
صدرت عدَّة طبعات للرواية منذ صدور أوَّل أجزائها في عام 1994م، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية من قبل أستاذ اللغة العربية في جامعة هارفرد ويليام غرانارا في عام 2003م، ، تتكوَّن الرواية من ثلاثة أجزاء
غرناطة: هي أوَّل رواية من الثلاثية، نشرتها الكاتبة في عام 1994م، حازت هذه الرواية على جائزة أفضل الكتب في المجال الروائي في نفس العام من قبل معرض القاهرة الدولي للكتاب.
مريمة: ثاني جزء من الثلاثية، تمَّ نشرها في كتاب واحد مع رواية الرحيل الثالثة في عام 1995م، وحصلت مع الجزء الأول على الجائزة الأولى في معرض الكتاب للمرأة العربية الأول في القاهرة عام 1995م.
الرحيل: الجزء الأخير من الثلاثية، نُشر مع الجزء الثاني في عام 1995م.
تتحدّث رضوى عاشور في رواية ثلاثية غرناطة عن مرحلة تاريخية مؤلمة جدًّا عاشها أهل الأندلس المسلمون في القرن الخامس عشر الميلادي
حيثُ تناولت الرواية أحداث عاشتها أسرة مسلمة بدايةً من الجد أبي جعفر الوراق، وصَّفت فيها رضوى عاشور بدقة جميع الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية التي عاشها المسلمون في غرناطة.
مع تصوير المعاناة التي كانت يعيشها الملسمون بشكل مؤثر يُشعِر القارئ بأنه جزء من تلك الأحداث.
وتنتهي في قرار آخر أبطال الرواية مخالفة قرارالترحيل، لأنه يكتشف أن الموت هو الرحيل عن الأندلس وليس البقاء فيها.
4- موسم الهجرة إلى الشمال
للكاتب الطيب صالح، مثّلت رواية موسم الهجرة إلى الشمال وقت ظهورها؛ حدثاً استثنائياً في تاريخ الرواية العربية، وانطلاقًا إلى آفاق جديدة في الثقافة العربية.
نشِرَت في مجلة حوار سنة 1966، ثم نُشرت لاحقًا في كتاب صادر عن دار العودة في لبنان في السنة نفسها، وقد صُنّفت كواحدة من أفضل الروايات في القرن العشرين في الوطن العربي.
كما لاقت قَبولًا على مستوى العالم، وتحولت لاحقًا إلى فيلم في السينما، وتُصنّف رواية موسم الهجرة إلى الشمال كواحدة من أبرز روايات أدب ما بعد الاستعمار.
وتتناول علاقة الشرق بالغرب، كما تُعالج نظرة الشرقي إلى الغربي المُستعمِر المختلف، ونظرة الغربي إلى الشرقي القادم من أفريقيا من الصحراء والشمس الحارقة بهوية وأفكار مختلفة.
في الرواية ثلاث شخصيات رئيسية، مثّل كل منها رؤية مختلفة للوجود، تظهر في أول الرواية شخصية الراوي الذي يمثل الجيل الثالث في الرواية.
والذي عاش أغلب حياته بعد رحيل الاستعمار الإنجليزي، ثم هناك شخصية الجد والتي مثلت بساطة المجتمع التقليدي، مجتمع ما قبل الاستعمار والتحديث.
ثم شخصية مصطفى سعيد؛ الشخصية الرئيسية والأكثر إثارة للتأمل، طفل يتيم الأب يعيش هو وأمه وحيديْن، ويقرر الالتحاق بالمدرسة والتعليم النظامي الحديث
ليُظهر هناك تفوقاً ونبوغاً ملفتين للنظر، يرى فيه المعلمون معجزة، إذ يقول له ناظر المدرسة: “هذه البلد لا تتسع لذهنك”. ثم سهل عليه الدراسة في القاهرة
ولم يبلغ الثانية عشر بعد، ومن هناك وبمساعدة عائلة مستشرق إنجليزي يكمل رحلته للدراسة في لندن.
5- زقاق المدق
نشرت عام 1947 واعتبرها الناقد الأدبى والمؤرخ الأمريكى هارولد بلوم من أهم كتب ومدارس التراث الأدبي الغربي، وقد صرح بهذا في مرجعه الصادر عام ١٩٩٤.
تدور أحداث هذه الرواية في زقاق المدق والمتفرع من حارة الصنادقية الواقعة بالفعل في منطقة الحسين الموجودة في حي الأزهر بالقاهرة، وتحكي عن أهل هذا الزقاق ومعيشتهم البسيطة، وتأثير الحرب العالمية الثانية عليهم.
بطلة الرواية هي حميدة التي تتمرد على واقع الفقر الذي تعيشه وتسعى لنيل مستوى أرقى وأفضل فتختار ذلك الشاب عباس الحلو متوسمةً فيه أن يحقق لها أحلامها.
ولكنها تتعجل معه طريق الكفاح لنيل هذا المستوى، وتبحث لها عن آخر، وأخيرًا تصل الى الضباط الإنجليزي ليتحقق لها ذلك الحلم الزائف بالغنى والرفاهية، لتفقد أغلى ما تملك من كرامةٍ وشرف فتندم ولكن بعد فوات الآوان.
لاقت الرواية شهرة عالمية واسعة وقد تم تجسيدها دراميًّا في مصر من خلال فيلم سينمائى بطولة “شادية”، وأيضًا تحولت إلى فيلم ميكسكى يحمل اسم حارة المعجزات” عام 1994.
وتعتبر هذه هي الرواية الأولى التي ترجمت إلى لغة أجنبية أخرى من بين روايات نجيب محفوظ والتي ترجمت معظمها لاحقًا
حيث ترجمت إلى الإنجليزية عام 1966، ثم توالت ترجمتها بعد ذلك للغات أخرى عديدة حتى بلغت ترجتمها أكثر من (15 لغة أجنبية أخرى).