الطيب صالح.. “عبقري الرواية العربية”صاحب رواية صنفت واحدةمن أفضل 100 رواية في العالم
ترجمت إحدى رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة
الطيب صالح أديب وروائي سوداني، لقب بعبقري الرواية العربية، وساهم في نشر الأدب والثقافة السودانية في مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته التي ترجم العديد منها إلى لغات عالمية.بدأ رحلته مع الكتابة في خمسينيات القرن العشرين.
ولادته ونشأته
ولد الطيب صالح يوم 12يوليو/تموز 1929، لأسرة تشتغل بالزراعة في منطقة مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل قرب قرية دبة الفقراء، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها.
تعليمه
درسَ في صغره القرآن الكريم وتعلم الكتابة والقراءة، وفي الثامنة من عمره دخل إلى المدرسة الأولية.
تابع دراسته الابتدائية في مدينة بور سودان، ودرس الثانوية في مدرسة وادي سيدنا في مدينة أم درمان على حدود الخرطوم.
هذه المدرسة كانت إحدى مدرستين كبيرتين في عهد الإنكليز، دخل كلية الخرطوم وكانت ميوله أدبية على الرغم من تفوقه في العلوم.
ولم يفلح بالانتقال إلى كلية الآداب فتركَ الجامعة وتوجَّه إلى التدريس، في عام 1953م سافر إلى لندن وحول اختصاصه إلى دراسة الشؤون الدولية.
وعن دراسته قال:”كنت أريد أن أدرس الزراعة؛ لأن أهلي من بيئة زراعية، وكان صعباً بالنسبة لأهلنا – وكان أغلبنا من القرى – أن نقول عندما يسألوننا ماذا تدرسون؟ إننا ندرس الأدب!
مجتمعنا يعرف ولا شك قيمة الأدب، لكن كشيء إضافى! والآن وبعد أن أصبحت كاتباً ليس عندي هذا الالتزام الكامل”.
أعمال الطيب صالح
عمل في التدريس لمدة عامين، وقضى بعض الوقت في معهد “بخت الرضا” الذي أسسه الانكليز أيضاً.
غادر السودان الى لندن عام 1953 منتدباً عن الحكومة السودانية،لمدة خمس سنوات للعمل في هيئة الإذاعة البريطانية (B.B.C).
درس العلوم السياسية في هذه الفترة في جامعة لندن، ثم عاد للسودان وعمل مستشارا في وزارة الإعلام.
وبعد عام واحد عاد إلى لندن للعمل في هيئة الإذاعة البريطانية (B.B.C).
بدأ ا لعمل في حكومة قطر مديراً عاماً لوزارة الإعلام القطرية عام 1974، تم في ذلك الوقت إصدار جريدة الإعلام.
تعلم بعض الفرنسية عندما التحق بالعمل في اليونسكو في باريس عام 1980، وذهي الى الخليج عام 1985 كممثل لليونسكو.
بداياته مع الأدب
بدأ الطيب صالح مشواره في الكتابة الأدبية عندما كان في لندن،وكانت كتاباته تحمل حنينه إلى السودان.
وكان من أوائل القصص التي كتبها قصة “نخلة على الجدول”، ثم كتب بعض القصص التي لم يهتم بنشرها.
كتب بعد ذلك قصة “دومة ود حامد” ونشرت القصة عام 1960 في مجلة “أصوات” التي كانت تصدر في لندن باللغة العربية.
وتم ترجمة هذه القصة إلى الانجليزية ونشرها في مجلة أدبية كبيرة، وهي عبارة عن مجموعة تضم سبع قصص قصيرة .
وهي نخلة على الجدول ، حفنة تمر ، رسالة إلى إيلين ، دومة ود حامد ، غدا جائت ، هكذا يا سيدتي ومقدمات.
تدور أحداث القصة عنوان الكتاب ، حول أسطورة تدعى ود حامد وهو رجل صالح مدفون في قرية يؤمن أهل القرية به،يظهر لهم في أحلامهم ويقظتهم.
أصدر مجموعته القصصية القصيرة الساخرة “عرس الزين” عام 1969، التي تحكي قصة رجل غريب الشكل أثناء بحثه عن عروس مناسبة.
وقد حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان.
أما مجموعة القصص القصيرة “حفنة من التمور” التي أصدرها عام 1964، حاول الطيب صالح أن يدرك القارئ أن الحياة تقدم لكثير من الفرص وأنها ليست فقط لوحة مليئة بالأخطاء والمشاكل.
وعن رواية منسي إنسان نادر على طريقته فهي رواية سيرة ذاتية يتناول الكاتب من خلالها قصة حياة صديقه منسي بأسلوبه الخيالي.
رواية ضو البيت بندر شاه رواية قصيرة يعبر فيها الكاتب عن علاقة الاب بوالده وابنه. وتدور الأحداث بتشويق وإثارة وتداخل في الأحداث يتخللها بعض العبارات العامية السودانية التي أضافت نكهة خاصة للرواية.
كما أصدر رواية مريود بندر شاه وهي قصة قصيرة تعبر عن الحب والأحلام، وتتناول وصف للريف السوداني بتفاصيله بحبكة روائية مبدعة.
روايته المشهورة “موسم الهجرة إلى الشمال”
أما روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” التي تمت ترجمتها إلى أكثر من ثلاثين لغة حول العالم فهي واحدة من أفضل مائة رواية في العالم.
وقد حصلت على العديد من الجوائز، وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت.
وقد تم إنتاج الرواية في عملٍ مسرحي حيث حصل بطل الرواية محمد بكري على جائزة أفضل ممثل عام 1993.
كما تم اختيارها من بين أفضل 100 رواية في التاريخ حيث تم التصويت عليها من قبل 54 كاتب من بلدان مختلفة في استطلاع للكتاب عام 2002.
عام 2002 أعلنت الأكاديمية العربية للآداب الواقعة في دمشق أن رواية موسم الهجرة إلى الشمال هي الرواية العربية الأكثر أهمية في القرن العشرين.
الرواية تتحدث عن اختلاف الثقافات بين الشرق والغرب من خلال مبادئ البطل العربية وعاداته التي ينقلها إلى المجتمع الغربي.
جوائز بإسم الطيب صالح
عام 2008 قدم مركز عبد الكريم ميرغني جائزة الطيب صالح للقصة القصيرة للشباب في إشارةٍ إلى احترامه لهذا الروائي العربي البارز.
بدأت مدرسة المجتمع في الخرطوم بتسليم جائزة الطيب صالح السنوية على شرفه، التي تدعم طلاب المدرسة الموهوبين وتكافئهم.
حياته الشخصية
تزوج من الاسكتلندية الأصل جوليا ماكلين عام 1965 الأصل وتعيش في جنوب غرب لندن، أنجبا ثلاث فتيات وهنَّ زينب وسارة وسميرة.
وفاة الطيب صالح
توفي الطيب صالح في 18شباط/ فبراير عام 2009 عن عمر يناهز 80 عامًا بعد معاناته من فشل كلوي في مستشفى لندن.
ونُقل جثمانه إلى السودان ليدفن في مقبرة البكري في أم درمان في 20 شباط/ فبراير بحضور أكثر من 1500 شخص.
اقرأ أيضاً: آسيا جبار.. الأديبة العربية الأولى التي أصبحت عضو في الأكاديمية الفرنسية