أعلن إسلامه قبل 6 سنوات من رحيله وكان أول نقيب للممثلين في مصر وصاحب أول فيلم غنائي في الثلاثينات.. معلومات عن الفنان جورج أبيض

أعلن إسلامه قبل 6 سنوات من رحيله وكان أول نقيب للممثلين في مصر وصاحب أول فيلم غنائي في الثلاثينات.. معلومات عن الفنان جورج أبيض

فن بوست – فريق التحرير

هو اللبناني الذي هاجر من بلاده مفلسًا لمصر كي يعمل فيها، وكان الخديوي عباس حلمي السبب في إثقال موهبته ودراسة الفن وتعلم أصوله في فرنسا.

وتعلم ابن “مدرسة الفرير” في لبنان أصول اللغة العربية حين إلى مدرسة الحكمة، وبرع في فنونها وفي إلقاء الأشعار بها نثرا وشعرا، وقدم أول أدواره التمثيلية هناك.

وكان الفنان القدير جورج أبيض هو رائد المسرح المصري الذي كرس حياته للفن والمسرح وظل يدرسه حتى وفاته نهاية خمسينيات القرن الماضي.

النشأة

ولد اللبناني جورج أبيض فى 5 مايو 1880م في العاصمة اللبنانية بيروت، كان الابن الأكبر لأسرة متدينة تعمل في المجال الديني.

بدء حياته الدراسية بالفرنسية التي تعلمها في مدرسة الفرير، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الحكمة، وتعلم فيها أصول اللغة العربية وأدى في حفل مدرسته السنوي للخريجين دورا بمسرحية “القروش الحمراء “في حضور الممثل الفرنسي “جان فريج” مؤدي الدور على مسارح باريس، والذي أثنى على موهبته وإجادته له، وكان لذلك التشجيع أثره البالغ على جورج الذي انطلق بموهبته بعد ذلك في عالم الفن.

دراسته وبدايته الفنية

بعد إنهاء تعليمه الأساسي، درس جورج أبيض في معهد اللاسلكي، وحصل على دبلوم التلغراف الذي أهله للعمل في شركة السكة الحديد ببيروت، إلا أنه سرعان ما استقال منها وهاجر إلى مصر وعمره 18 عاما.

وعلى ظهر سفينة لا يملك ثمن تذكرتها، هاجر أبيض إلى مصر التي كانت بداية انطلاقته الفنية، وسمح ربان تلك السفينة بأداء “أبيض” أدوار تمثيلية يومية لتسليته الركاب بدلًا عن ثمن التذكرة.

 بعد عام من وصوله إلى مصر، عمل جورج بسكك حديد الإسكندرية، وانضم لعضوية نادي خريجي كلية سان مارك وقدم عليها مسرحية “القروش الحمراء” للمرة الثانية، وأشاد به القنصل الفرنسي وشجعه على تعزيز موهبته بالدراسة.

أرسله الخديوي عباس لدراسة الفن في باريس

كوّن جورج أبيض فرقة مسرحية من المثقفين من أعضاء نادي سان مارك في 1902م، وراسل للخديوي عباس حلمى الثانى دعوة لحضور عرض على مسرح زيزنيا في 1904م.

 قبل الخديوي عباس الدعوة وجعل المسرحية تحت إشرافه، ليقدم جورج مسرحية سياسية مترجمة تحت عنوان “برج الهائل”،و يعجب الخديوي بموهبته ويقرر إرسال هذا الفنان الموهوب لدراسة الفن في فرنسا.

رائد تمصير المسرح 

أثناء بعثته في باريس التحق جورج أبيض بالكونسرفتوار ودرس التمثيل والإخراج والموسيقى، وتتلمذ على يد ممثل كبير فرنسي يُدعى “سيلفان” من مدرسة الرومانسية في الأداء.

عاد لمصر عام 1910 ومعه فرقة فرنسية تحمل اسمه، عرض من خلالها ست مسرحيات على مسرح الحمراء بالإسكندرية، ثم على مسرح الأوبرا الخديوية بالقاهرة.

 وحضر الخديوي عباس حلمي الثاني عرض “لويس الحادي عشر” لكازمير دي لافين، وألقى جورج النصوص المسرحية بالفصحى في إيقاع موسيقي أقرب إلى اللغة الفرنسية مما جعله ظاهرة جديرة بالإعجاب.

ورغم الفن الرفيع التي تقدمه فرقة جورج أبيض إلا أنها لم تنل النجاح المتوقع لأن عروضها كانت باللغة الفرنسية، وكان ذلك عائقًا أمام تواصل الجمهور المصري معها.

 وفي سبيل ذلك طلب الزعيم سعد زغلول، وزير للمعارف آنذاك، من جورج تأليف فرقة مسرحية وتمصير المسرح وإحلال اللغة العربية محل الفرنسية، لتوعية الشارع المصري.

130 مسرحية مترجمة خلال 20 عام

استبدل الفنان الراحل جورج أبيض فرقته الفرنسية بفرقة مصرية في 1912م وقدم في دار الأوبرا أول مسرحية شعرية عربية من فصل واحد بعنوان “جريح بيروت” تأليف شاعر النيل حافظ إبراهيم وخصص دخلها لإعانة المنكوبين في معركة بيروت، وقدم مع فرقتيه أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة طوال عشرين عاما.

رسخ جورج أبيض قواعد فن المسرح والملصقات الدعائية للعمل الفني فطبع برنامجاً فنياًّ خاصاً بكل حفلة، وتقيد بموعد ثابت لرفع الستار، وظهر لأول مرة الممثل المدرب بأسلوب علمي، واهتم بالملابس المناسبة بطبيعة زمان ومكان وديكورات مناسبة للعرض المسرحي، وجعل للممثلين رواتب ثابتة، واهتم بالمعايير الفنية والتقنية، المتبعة في المسرح الأوروبي.

جورج أبيض وسلامة حجازي

اندمجت فرقة “أبيض” مع فرقة سلامة حجازي أثر الأزمة العالمية التي سببتها الحرب العالمية الأولى وكونا فرقة عرفت باسم “جوق أبيض وحجازي”، لكن انفصلا بسبب ما قابل فرقتهما من عقبات، ولأختلاف وجهتي نظرهما.

كون جورج بعد ذلك فرقة جديدة، بدأت نشاطها بعرض “مسرحية لويس الحادي عشر” في نوفمبر 1916م، والتقى مع الشيخ سيد درويش واتفقا على تعاونهما الفني.

ولحن درويش له أوبريت “فيروز شاه” واشترك بالتمثيل فيه، ثم طلب نجيب الريحاني وبديع خيري من جورج أبيض أن يتيح لهما الفرصة للعمل مع الشيخ سيد فوافق، وتوقفت جميع المسارح مشاركة في ثورة 1919م.

أول فيلم غنائي مصري

كان لـ”أبيض” الدور في إنشاء معهد التمثيل في مصر 1932م، وقدم أول فيلم غنائي مصري بعنوان “أنشودة الفؤاد” 1932م، وظهر في عدد قليل من الأفلام بعدها.

وكون الفنانين في فترة الكساد التي ظهرت في أوائل الثلاثينات فرقة “اتحاد الممثلين” انضم إليها العاملون بالمسرح وافتتحت في 1934م على مسرح الهمبرا.

 وضم هذا الأتحادفنانين منهم جورج أبيض، بشارة واكيم، عمر وصفي، حسين رياض، عبد الوارث عسر، عباس فارس، محمود المليجي، دولت أبيض وغيرهم، وكان لجورج العدد الأكبر من السهم، إلا أنها فشلت واعلن حلها.

أول نقيب للممثلين المصريين

انتخب جورج بإجماع الأصوات عام 1943م كأول نقيب للممثلين فى مصر، وعُين استاذاً للتمثيل والإخراج بالمعهد العالي لفن التمثيل عند افتتاحه في 1944م، ومدير الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى 1952م، ولكنه استقال فى يوليو 1953 لظروف صحية.

ومنحه الملك فاروق عام 1945م، رتبة البكوية من الدرجة الأولى، وكرمته الدولة بإقامة تمثال نصفي له في المعهد العالى للفنون المسرحية، وآخر بالمسرح القومي، وسُمي مسرح الأزبكية باسمه في عام 1972م.

أسلم وأسرته قبل وفاته

تزوج الفنان القدير جورج أبيض وعمره 43 عام من الفنانة دولت أبيض عام 1923 ورزق بابنته الوحيدة سعاد، واعلنوا إسلامهم في عام 1953.

وعشق أبيض الفن وظل يدُرس بمعهد الفنون المسرحية إلى أن نقُل منه مريضا فلزم الفراش إلى وفاته في 21 مايو 1959 عن عمر يناهز 78 عاماً.