الأدبشخصيات عامةفن اللغةمشاهير

السيرة الذاتية لنجيب محفوظ.. وأهم أعماله الأدبية

يجري الحديث حاليًا عن مسلسل يستعرض السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، سيحمل اسم النجيب -اسم مؤقت حتى الآن- وسيكون من بطولة الفنان احمد حلمي، ومن المتوقع أن يكون إنتاجًا ضخمًا يليق باسم أديب عالمي عربي مثل محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب، وهي أهم جائزة في العالم.

محفوظ هو أول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل للأدب، بدأ الكتابة في ثلاثينيات القرن الماضي واستمر حتى عام 2004، وفي أرشيفه عشرات الروايات، أبرزها روايات: أولاد حارتنا، الحرافيش، ثلاثية القاهرة، زقاق المدق، ثرثرة فوق النيل.

تُرجمت روايات محفوظ لمختلف اللغات الأجنبية، وتحولت الكثير منها لأعمال فنية، منها أفلام: زقاق المدق، ثرثرة فوق النيل، بداية ونهاية، اللص والكلاب، الشيطان يعظ، الحب فوق هضبة الهرم، كما تحولت بعضها لمسلسلات، مثل: حديث الصباح والمساء، أفراح القبة، السيرة العاشورية، الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين.

السيرة الذاتية لنجيب محفوظ
الأديب العالمي نجيب محفوظ-إنترنت

أين ولد نجيب محفوظ؟

بحسب السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، فقد وُلد في حي الجمالية في العاصمة المصرية القاهرة، بتاريخ 11 ديسمبر عام 1911، والده يُدعى “عبد العزيز إبراهيم” وكان يعمل موظفًا وغير مهتمة بالقراءة، أما والدته فهي السيدة “فاطمة مصطفى قشيشة”، نجلة الشيخ “مصطفى قشيشة”، وهو من علماء الأزهر.

كان محفوظ أصغر أشقائه، وكان الفرق بينه وبين أقرب أشقائه سنًا إليه، قرابة 10 سنوات، فعومل كطفلٍ وحيد، وفي عمر السابعة عاش ثورة 1919، وتركت بداخله أثرًا كبيرًا، ظهر في تناوله للثورة في ثلاثية القاهرة المكونة من روايات: بين القصرين وقصر الشوق والسكرية.

محفوظ حاصل على ليسانس آداب من قسم الفلسفة في جامعة القاهرة، وقد شرع بعد التخرج في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب والاكتفاء بشهادة الليسانس.

السيرة الذاتية لنجيب محفوظ: حياته ونشأته

بدأ الأديب نجيب محفوظ الكتابة في أوائل الثلاثينات، من خلال كتابة المقالات الفلسفية في عددٍ من الصحف والمجلات، وقد امتدت هذه الكتابة من عام 1930 حتى عام 1939، وخلال تلك الفترة كان يكتب بعض القصص القصيرة التي نُشرت في مجلة الرسالة.

في منتصف الثلاثينات، بدأ محفوظ الكتابة الأدبية، وفي عام 1939 نشر روايته الأولى “عبث الأقدار”، وهي رواية تاريخية تدور أحداثها زمن الفراعنة، ثم نشر رواية كفاح طيبة ثم رواية رادوبيس، وبذلك أنهى ثلاثيته التاريخية.

في عام 1945، بدأ محفوظ كتابة الروايات الواقعية، وظل مستمرًا في هذه الكتابة حتى آخر أيام حياته، ومن الأمثلة على هذه الروايات: القاهرة الجديدة وخان الخليلي وزقاق المدق.

في عام 1948، بدأ محفوظ كتابة روايات الواقعية النفسية، مثل رواية السراب، ثم عاد من جديد للواقعية الاجتماعية ونُشرت له رواية بداية ونهاية عام 1949، وبعد ذلك انشغل في كتابة ثلاثية القاهرة، المكونة من روايات: بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، ونُشرا في عامي 1956 و1957، ثم دخل بعدهم محفوظ في حالة صمت أدبي استمرت حتى عام 1959.

بعد حالة الصمت هذه، اتجه محفوظ لكتابة الروايات الرمزية، وأشهرها على الإطلاق رواية أولاد حارتنا، والتي نُشرت على أجزاء في جريدة الأهرام عام 1959، وأثارت الردود أفعال غاضبة، تسببت في وقف نشرها في مصر، والتحريض على اغتياله.

في عام 1994 تعرض محفوظ لمحاولة اغتيالٍ، بسبب روايات الرمزية وعلى رأسها رواية أولاد حارتنا، وذلك بأن اعترض طريقه شابين قاما بطعنه عدة طعنات في الرقبة، إحداهما أصابت شريان رئيسي، وفي ذلك الوقت كان برفقة صديقه الطبيب البيطري محمد فتحي، الذي سارع بنقله إلى المستشفى ومكث هناك عدة أسابيع قبل أن يتجاوز مرحلة الخطر.

ترك الحادث أثره على محفوظ، فالطعنات في رقبته أثرت على أعصاب يده اليمنى، فأصبح يكتب أقل بيده ويضطر للاستعانة بالغير، كما أجبرته على التخلي عن عادة السير ساعة يوميًا في شوارع القاهرة.

نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ في مكتبه-إنترنت

ديانة نجيب محفوظ

بحسب السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، فهو مسلم سني، حيث قد وُلد لعائلة مسلمة سنية، لكنه تعرض للتكفير من عددٍ من الشيوخ بسبب رواية أولاد حارتنا، التي تدور أحداثها حول الجبلاوي مالك الحارة والآمر والناهي فيها، وقد اعتبر البعض أن الجبلاوي رمز للإله، بينما أولاده أدهم وإدريس وجبل ورفاعة والقاسم، يرمزون لـ: آدم وإبليس وموسى وعيسى ومحمد صل الله عليه وسلم.

الشيخ محمد الغزالي قال عن الرواية أنها إلحاد وعبث بتاريخ الديانات وأنها تقول أن الله خرافة وطالب بمصادرتها، بينما ألف الشيخ عبد الحميد كشك كتابًا يهاجم فيه الرواية، كونها نزعت القداسة عن الأنبياء وجعلتهم مصلحين اجتماعيين على حد تعبيره، بينما اتهمه العالم الأزهري عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية بالارتداد عن الدين الإسلامي.

أهم روايات نجيب محفوظ

كتب الأديب العالمي نجيب محفوظ عشرات الروايات، أكثرهم شهرة: ثلاثية القاهرة، أولاد حارتنا، الحرافيش، ثرثرة فوق النيل، اللص والكلاب، زقاق المدق، بداية ونهاية، الشحاذ، أفراح القبة.

تحولت عدد كبير من روايات لأعمالٍ فنية ما بين مسلسلات وأفلام، منها: بداية ونهاية، زقاق المدق، اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، الثلاثية، السمان والخريف، القاهرة 30، الكرنك، قلب الليل.

ومن المسلسلات التي أخذت عن روايات محفوظ: حديث الصباح والمساء، أفراح القبة، السيرة العاشورية، بين القصرين، قصر الشوق، قشتمر، حضرة المحترم.

نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ على أحد مقاهي القاهرة-إنترنت

سبب حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل

الأديب نجيب محفوظ هو الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل للأدب، ويُشاع أنه حصل على الجائزة بسبب مواقفه السياسية المؤيدة لاتفاق السلام مع إسرائيل، ويُشاع أيضًا أن رواية أولاد حارتنا وما فيها من رمزية هي سبب حصوله على الجائزة.

لكن الحقيقة هي ما ورد في بيان منح الجائزة له، والذي أكد أنه حصل على جائزة نوبل بسبب إنجازه العظيم في مجال الرواية والقصة القصيرة، فإنتاجه الأدبي شكل ازدهارًا قويًا للرواية كاختصاص أدبي، كما أسهم في تطور اللغة الأدبية في مختلف الأوساط المهتمة بالثقافة والأدب على امتداد العالم.

 وفاته

تُوفي الأديب نجيب محفوظ في 29 أغسطس عام 2006، عن عمر ناهز 95 عامً، متأثرًا بقرحة نازفة بعد عشرين يومًا من دخوله مستشفى الشرطة، في حي العجوزة، في محافظة الجيزة.

وكان قد دخل المستشفى بعد إصابته بمشكلات صحية في الرئة والكليتين، وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام نفسه؛ لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.

وهكذا قد نكون استعرضنا لكم السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، الذي يُعد أهم أديب مصري وعربي، وصاحب مسيرة أدبية وصلت لأقصى حدود العالمية بعد حصوله على أشهر جائزة أدبية، جائزة نوبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *