أخبار الفنمشاهيرنجوم الفن

فيلسوف البسطاء الذي أضحكت كلماته الناس وأبكتهم، درس الحقوق إرضاءًا لوالده وغلبه الاكتئاب في رباعياته ووفاته.. محطات في حياة المبدع صلاح جاهين 

فيلسوف البسطاء الذي أضحكت كلماته الناس وأبكتهم، درس الحقوق إرضاءًا لوالده وغلبه الاكتئاب في رباعياته ووفاته.. محطات في حياة المبدع صلاح جاهين 

فن بوست – فريق التحرير

بكلماته البسيطة عبر عن مشاعر المصريين في أفراحهم وأحزانهم، وأطربنا بأغانيه التي تُميزها فور سماعها، فهو أيقونة الشعر العامي المصري الذي أحدث طفرة في أدبها وفنها.

كان لـ رباعياته الشهيرة الأثر الأكبر على الساحة الفنية، وغناها العديد من الفنانين، وألقتها سندريلا الشاشة المصرية “سعاد حسني” بصوتها قبل وفاتها.

هو الفنان الشامل الذي ألف الأشعار، وكتب الأفلام وانتجها في بعض الأحيان، بالإضافة إلى موهبة رسم الكاريكتير، وإيكم في هذا التقرير أهم المعلومات عن المبدع صلاح جاهين.

نشأته

اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، ابن حي شبرا، الذي ولد فيها عام 1930 بعد ولادة متعثرة، كعثرة تجلياته التي جعلته من أهم المبدعين في مصر والوطن العربي.

وكان والد “جاهين” هو المستشار بهجت حلمي الذي يعمل في السلك القضائي، فبدأ كوكيل نيابة و انتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة

وشكل ذلك العمل جزءا كبيرا من معرفة جاهين لاحقا بنمط حياة المصريين عن قرب من مختلف المحافظات التي كان ينتقل إليها والده بحكم عمله.

تزوج مرتين

تزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى هي “سوسن محمد زكي” الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة جاهين وإبنه الشاعر بهاء.

و تزوج بعدها من الفنانة “منى جان قطان” عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.

ديوانه الأول

لم يكمل صلاح جاهين دراسته في كلية الفنون الجميلة، وقرر الالتحاق بكلية الحقوق تنفيذا لرغبة والده، لكن ذلك لم يمنعه من تحقيق حلمه في عالم الكتابة، فبدأ حياته العملية في جريدة “بنت النيل”.

وأصدر  جاهين وقتها ديوانه الأول “كلام سلام”، وأعقبها بدواوين مثل “موال عشان القنال” و”الرباعيات” في عام 1963، وبعد ذلك بعامين “قصاقيص ورق”، وقصيدته الشهيرة “على اسم مصر”، و”البيانولا”.

رسام كاريكتير بالفطرة

بدأت تجليات وموهبة صلاح في فن الكاريكتير تظهر في الخمسينيات، بعد أن التحق بمجلة روز اليوسف.

واشتهر  جاهين بشخصيات مثل الفهامة وقيس وليلى ودرش، وكان حريصا في أعماله على التعبير عن هموم الناس، فلقب بـ”فيلسوف البسطاء”، و”الضاحك الباكي”.

تجربة التمثيل في حياته

شارك صلاح جاهين في بعض الأعمال السينمائية كممثل، ففي الخمسينيات قدم شخصية فهمي في فيلم “من غير ميعاد”، وشخصية الشيخ سيد في فيلم “المماليك”، وشخصية “بدير” في فيلم “لا وقت للحب”، و”المعلم طرزان”، و”اللص والكلاب”.

جاهين السيناريست والمنتج

أنتج جاهين العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل أميرة حبي أنا و فيلم عودة الابن الضال، و لعبت زوجته أدوار في بعض الأفلام التي أنتجها

وكتب سيناريوهات العديد من الأفلام، منها “خلي بالك من زوزو” الذي حقق نجاحا كبيرا، فاستمر عرضه أكثر من 54 أسبوعا متواليا، وكتب أيضا “شفيقة ومتولي”، و”المتوحشة”، ومسلسل “هو وهي”.

كما ارتبط بالعديد من الفنانين وقتها مثل سعاد حسني التي اعتبرته الأب الروحي لها، وقدمت بطولة أغلب سيناريوهاته، وكانت سببا في حماسه لتجربة الإنتاج، وأثر كثيرا في الفنان الراحل أحمد زكي، والفنان علي الحجار الذي قدم الرباعيات بصوته.

النكسة مصدر إلهامه

كانت ثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام لجاهين حيث سطر عشرات الاغاني، لكن هزيمة 5 يونيو 1967م،  أصابته باكتئاب خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة.

وكانت النكسة هب الملهم الفعلي لأهم أعماله “الرباعيات” و التي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الاحرار.

وطت جاهين في رباعيته وقتها “قالوا السياسة مهلكة بشكل عام.. وبحورها يا بني خشنة مش ريش نعام.. غوص فيها تلقى الغرقانين كلهم.. شايلين غنايم.. والخفيف اللي عام.. عجبي”.

أشهر اوبريت لمسرح العرائس

يعد أوبريت “الليلة الكبير” أحد أهم إنجازات صلاح جاهين في  المسرح الغنائي، والذي تعاون فيه مع المخرج صلاح السقا، كما ألف أوبريت “القاهرة في ألف عام” الذي شهد بدايات أحمد زكي الفنية.

وفي مرحلة الثمانينيات لم ينقطع العطاء الإبداعي لجاهين الذي قدم محتوى مختلفا، سواء من خلال مسلسل “هو وهي” في عام 1985، أو تقديمه فوازير رمضان مع نيللي، والتي حققت نجاحا كبيرا وارتبطت باسمه لسنوات عديدة.

أهم قصائده

كانت ولازالت “رباعيات جاهين”  هي أهم أعماله والتي تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام، ولحن الرباعيات الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار.

وقام جاهين بتأليف مايزيد عن 161 قصيدة، منها قصيدة “على اسم مصر” وقصيدة “تراب دخان” التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967.

رحيل مبكر

بعد النكسة اصيب صلاح جاهين بحالة من الاكتئاب لم يشف منها حتى رحيله، وتوقف عن كتابة الأغاني و الأناشيد الوطنية، و اتجه إلى الكتابة فيالشعر التأملي العميق كما في الرباعيات

و توفى الشاعر العظيم صلاح جاهين في 21 ابريل عام 1986 حين ابتلع جرعة زائدة من الحبوب المنومة والتي كان يتناولها للتخلص من مرض الاكتئاب ولكنه أسلم الروح وهو لم يتجاوز السادسة والخمسين من العمر ، مخلفا وراءه ثروة فنية هائلة تمثلت في مئات القصائد ورسوم الكاريكاتير .

فيلسوف البسطاء الذي أضحكت كلماته الناس وأبكتهم، درس الحقوق إرضاءًا لوالده وغلبه الاكتئاب في رباعياته ووفاته.. محطات في حياة المبدع صلاح جاهين 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *